” الساخر كوم ”
انسياب افكاري من ظلام راسي الى بياض صفحات الساخر مرورا بأزرار الكيبورد و اسلاك الشبكة العنكبوتية يتطلب مني حضورا روحيا و جسديا تحرمني منه قلة أوقاتي و ضعف حماستي احيانا…هل وصلت الرسالة يا خليفة متعب المتعبين؟
بلاد البقشيش … و الا ما امشيش®:
أخيرا و بعد لأي وصل الشيخ سيدي بيمول الى ارض منبسطة جرداء أعلى ما فيها دليل تفرعن و سذاجة متوارثة عند حكامها * يخترقها نهر يرسم بدلتاه رحم ام الدنيا
لم يكن النهر الشيء الوحيد الذي يمارس فعل الاختراق جهارا نهارا في بلد مخترقة طولا و عرضا بكل ما هو غير محمود.
البقشيش كان اكسير الحياة الذي يضحك الميت لرؤيته كما يقول المثل الشعبي في “بلاد التشينا®”
كل شيء هناك كان يباع و يشترى
ثمن الاستسلام بقشيش كبير بثلاث ملايير دولار و الخيانة هدية ببلاش.. بقية أسعارالسلع و الخدمات المبقششة تجدونها في موقع تحريضي للمعارضة عنوانه بقشيش دوت كوم.
ما ان أفاق من غفوته و فتح عينيه على هذه الحية التي لا تلدغ و لا تسعى المسماة أم الدنيا حتى انزوى الشيخ يُدَوٍنُ ملاحظته و تعليقاته،
جاء في الفصل العاشر منها و العهدة على الراوي المؤرخ العظيم موح الزانكا:
بلاد البقشيش … و الا ما امشيش:
ما عدا بلاد الشقونقو في الشمال التي لم تتاثر كثيرا بالوباء القادم من الجنوب (حتى تلك الحقبة من الزمن) فان كل البلاد المجاورة لبلاد Shkopi كانت في معظمها قد استحالت صحارى خاوية على عروشها بعد غزو الجراد لها بدون فيزا و لا مظلة اممية.
لم يكن هنالك أسلحة دمار شامل في تلك الحقبة من الزمن غير ما حوته رؤوس هؤلاء التعساء من حب غريزي للافساد.
بلاد البقشيش لم تكن استثناءا
عالم الجيولوجيا و الأنثروبولوجيا الشهير الشيخ سيدي بيمول الذي درس حالة تلك البلاد على عجل خلص الى نتيجة مؤسفة لخصها في كلمة واحدة مدونة على أحد جدران معبد اخنتون بالأحرف الهيروغليفية :
تماكت !
تفسيرها يحتاج الى أكثر من حجر رشيد واحد…
قالها و الدموع تسيل من عينيه بعد أن طوى بعضا من صفحات حياته البئيسة التي قضاها هناك و قفل راجعا الى “بلاد الزيتون و الروج الهايل و الـGuerra و الدَّمْ يٍسيلْ”
الشيخ سيدي بيمول لم يكن الوحيد الذي اصيب باحباط مزمن من حال تلك البلاد
فبعض المصلحين القلائل الذين ضاقت عليهم الدنيا في أم الدنيا(اساءة أخرى لازالت متداولة الى الان و تسمية ثانية لبلاد البقشيش و اشياء اخرى من جنس التسمية) كانوا يخرجون أحيانا إلى الفلاة (ساشرحها لكم لاحقا) و يصرخون يأسهم و احباطهم بأعلى أصواتهم فيتولى الصدى حسب (الروايات الرسمية) نقل الاخبار الى أولي الأمر منهم فينتهي بهم المطاف الى أحد منتجعات غوانتانامو لاعادة التربية بتهمة الاخلال بحالة الهدوء و السكينة في مكان غير عمومي.
أقلهم حظا كانوا يرسلون الى أحد السجون المنتشرة في تلك البلاد التعيسة ليتذوقوا حلوى ابو غريب المحلية ذات السمعة السيئة بعيدا عن اعين الكاميرات.
وٍزرُ هذا الاهمال في التغطية الاعلامية تتحمله شركات الموبايل العالمية التي لم تر النور بعد في ذلك الزمن و الندرة المفتعلة حسب أقوال المعارضة لورق البردي الذي كان انتاجه و الكتابة عليه حكر على دواوين الوالي.
الأمية نعمة و الجهل حكمة هكذا يقول السعداء في بلاد Shkopi و ما جاورها.
لحسن حظ هؤلاء النزلاء حتى موح الزنكا تغاضى طوعا و دون اكراه عن اقتباس بعض الفقرات التي تسرد معاناتهم في هذه الرواية بالذات و الا حُوِّلَ الموضوع الى المقصب و من ثم أعيد تصنيفه كقصة اباحية و تم اقفاله من طرف المراقب سلام
في كل الاحوال بكاميرا او بدونها فضيحة هؤلاء التعساء كانت بجلاجل كما يقول المثل الشعبي عند شعب البقشيش.
يتبع
* يا هامان ابني لي صرحا لعلي ابلغ اسباب السماوات و الارض فاطلع على اله موسى و اني لأظنه كاذبا…الآية
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق