” الساخر كوم ”
هؤلاء سوف لن يذكرهم التاريخ على أنهم من ضحايا “المأساة الوطنية” لأنهم اختاروا أن يقبروا مأساتهم بين جدران مستشفى الأمراض العقلية.
مجنون يذهب الى مستشفى المجانين….
أين الحدث؟
هذا مجنون عادي يؤدي آخر واجباته الوطنية اتجاه وطنه.
النتيجة كما يقول رضوان: “تْطَّفْرَتْ فيه الزَّوالي…”
فقط المجانين من العيار الثقيل ممن يفضلون الترشح للانتخابات الأمريكية و الفوز بها مثلا، أو اختطاف طائرات الخطوط الجوية الجزائريه للمطالبة بفيزا لكوريا الشماليه يمكنهم صناعة الحدث و احتلال مساحات شاسعة في وسائل الاعلام الوطنية و العالميه.
العقلاء سيقولون: “.. بوش على غبائه يحمل الآن الحقيبة النووية لأكبر قوة في العالم”
بعض الأغبياء في مجلس النواب البريطاني، أو لنقل الكثير منهم يعتقدون بالغباء كأسلوب تعبير فراحوا يسنون قانونا جديدا يحمي هذا النوع من حرية التعبير و يمنع وسائل الاعلام البريطانية نعت بوش بالغبي و المعتوه.
ليس هذا بيت القصيد
لنعد الى آخر دونكيشوت أنجبته لنا عشر سنوات عجاف حبلى بامثاله من الدونكيشوتات و السنونوات المهاجرات (و اللواتي لم يسعفهن الحظ في الهجرة)، شاب جزائري عمره 37 سنة، زوالي مخبوط ، دومينو مربوط، حيط رايب بين الحيوط، ليس مسلح و ليس ارهابي و لا ينتمي لا الى تنظيم القاعدة و لا الى القمه… عوان بين ذلك. و ربما كان الى متعب المتعبين مشرف الأطلال و المسطلين أقرب.
كان يريد التنديد بالمجازر في فلسطين و الحرب في العراق و البطالة في TIZI و Constantine و يطالب بفيزا الى كوريا الشماليه و بمقابلة مع رئيس الجمهوريه.
يقايض كل هذا بطائرة متهالكة واحدة فقط !!!
خطة فاشلة و تجارة كاسدة كما تتوقعون.
في البلاد المتخلفة هناك سبيلين لمقابلة السيد الوالي: اما ان تكون صحفيا في نيويورك تايمز أو مختطف طائرة…
صديقنا اختار الثانية لأنها الأسهل بالنسبة لعربي مثله
السؤال الذي بقي معلق الى الآن هو كما يلي:
لو أنه نجح في مقابلة الرئيس كما خطط لذلك ماذا كان ينوي هذا الزوالي ( المسطول حسب الرواية الرسمية لوزارة الداخلية) أن يقوله له؟ ما هو الخبر المهم الذي يستدعي اختطاف طائرة و تعريض راكبيها للخطر؟
هل كان يريد أن يقول له أن البلاد تسير من سيئ إلى أسوء ؟
الرئيس يعلم هذا جيدا.
هل كان يريد أن يخبره أن البطالة تقتله و أنه لا يكاد يقاوم نداء الجماعات الاسلامية المسلحة للالتحاق بالجبل؟
الرئيس يعلم هذا أيضا و صرح ذات مرة أنه لو كان عمره عشرون سنة لصعد الى الجبل. ( للاستجمام طبعا)
هل كان يريد اخباره باماكن وجود الاثنين و عشرون ألف مُخْتَطَفِ من طرف قوات اللاَّ أمن خلال العشرية الماضية؟
الرئيس يعلم أماكن دفنهم بالتحديد.
هل كان يريد أن يوصل له معلومات خاصة حول أكبر المرتشين و الناهبين لخيرات البلد؟
الرئيس يعلم هذا لأنه شريك رئيسي لهم و صاحب أسهم أيضا.
في الحقيقة لا يوجد شيء كان يمكن للمختطف صاحب الحظ السيئ الإخبار به دون أن يكون قد علمه الرئيس….
ربما شيء واحد فقط.
كان يمكن للقرصان المبتدأ أن يقول للرئيس: “تحملت كل هذا العبء لأعلمك أنك فاشل و سيئ جدا…. و فوق هذا قصير و دميم”
هذا ما لا يعلمه الرئيس الى الآن، و لا تريد حاشيته اخباره به.
آخر الأخبار تقول أن بوش يستعد لضرب العراق مع مساندة بريطانية للغباء، و أن مختطف الطائرة المسطول يقبع في زنزانة مع العقلاء سيئي الحظ مثله، و أن مجلس النواب البريطاني لا يرى أهمية سن قانون جديد يحمي المسطلين و المجانين كما فعله بالنسبة للأغبياء مثل بوش، و السبب نعرفونه جميعا.
طابت اوقاتكم.
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق