التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فصل الخطاب في علاقة النسر بالذباب™

” الساخر كوم ”

المشهد الأول: سقطات مَنجيه
من أعلى المتر و ثمانية وسبعين (طول رجائي)
يترنح جسدي ثم يسقط للمرة الألف على الدرج ليولد من رحم الألم حلما آخر.
و يصبح السقوط صنعة، و الألم حاسة سادسة أتلمس بها طريقي إلى لذة تخلصني من أعباء الحياة.
و في مشهد درامي يحاكي عملية انتحارية بيضاء، تتفجر مشاعري في داخل الحلم و تتدفق سيلا جارفا يطهر الديار من نجاسة الأشرار.
ربما لأني مقتنع بأني واحد من رسل الفضيلة،
رسول غير عادي..
يسقط بتلقائية حين يقوم الآخرين لتبجيل الوالي،
فالسقوط من عين الوالي فضيله
و القيام لحضرته خزي و رذيله.
و لأن قصص سقطاتي المتكررة حبلى بالآمال و الآلام، فهي في نظر الوالي (أدام الله ظله… تحت ظل ذي ثلاث شعب، لا ظل و لا ظليل و لا يغني من اللهب) فوضى و تحريض على الشغب.

المشهد الثاني: لعبة مسلية
أعرف أن الحياة لعبة أقدار
و الناس تتقي مُرَّ الأقدار باتقاء شر الشيوخ الأشرار.
و الشيوخ و الأمراء ليسوا سوى قطع دمى في لعبة شطرنج يحرك بيادقها ضمير أمريكي مستتر تقديره دابل يو
و يو لا يُعْرَبْ..لأنه ليس عربي.
لكنه يقدَّر بقَدَرِهِ لأنه قَدَرٌ و ضرورة
و الضرورة تفتح أراضينا للكلاب المسعورة
هكذا اجتهد كلب الوالي
فأخذ أجرا إذ نبح خيرا
فأوحى أن الضرورة تبيح المحظورة
أنا ألمح الأشياء بعين النسر
و النسر يبصر الذباب لكنه لا يصطاده.
لذا عندما يعترضني جيش من بيادق الشيوخ و الأمراء، أتسلى بتحريك “ملكتي”* بإصبع “الإبهام”*
و عندما يتوهمون أنني على وشك الانهزام
أشرع في وجوههم بطاقة عصياني و أحرك ابهامي و أحذف منه الألف و اللاَّم
و أقول ببساطة:.. الشيخ مات و السلام.

المشهد الثالث: نظرية فاشيه
لأني أعيش أحلامي بكل وجداني
و اتقدم في الحياة بنظريتي التي تقول
اذا فقدت طعم الحياة عليك أن تبحث عنه في أسفل الدرج
و اذا فقدت بطاقة ادخارك عليك أن تبحث عنها في جيب الحكام العرب.
و اذا فقدت انسانيتك، عليك أن تبحث عنها بجوار قبر أخيك الذي قتل بغير ذنب.
و اذا استولى الغرباء على وطنك، عليك ان تطردهم بأي ثمن
و بعد ذلك ابحث عن بقايا الوطن بين الحطام في مزبلة التاريخ و حاول أن تنقذ ما يمكن انقاذه.
و لأني أرى مستقبلي معلقا بحد سيف جلادي
فالكثير يظن أن أصلح مكان لرأسي هو بالفعل تحت ظل سيف الحجاج بن الغانية.
هذه نكبة..
لكن قد ينبغي لامرء رأى نكبا ** ت الدهر أن لا ينام من حذره

المشهد الرابع: بلا عنوان
زمااان…. كانوا عندما يقتلون رجلا،
كانوا يسمون عليه مطار….
أو يسمون عليه…. سوق شعبي
أو شارع.. أو حتى طريق أو زقاق.
أنا تخيلت موتي
و قلت : أين يا ترى سيعلق اسمي بعد أن يقصر طويل العمر عمر رجائي؟
فكرت و قلت:
الموت عندنا بالمجان
و دورات المياه العمومية بلا عنوان
فهل سيبخلون على زوالي مثلي بإطلاق اسمه على واحدة منها أو اثنتان؟

=================
* ملكتي: تستطيع قرائتها بفتح اللام و/أو كسره بحسب قربك أو بعدك عن لعبة الشطرنج
* الابهام: قد يكون أصبعي و قد يكون أسلوبي في الكتابة.
* الزوالي: الفقير

ARGUN

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات