التخطي إلى المحتوى الرئيسي

BIG LADEN ll ..النسخة الأمازيغية

” الساخر كوم ”

مرة أخرى أسقط على الدرج بالصدفة عمدا فأجدني راكبا ناقتي ملتحفا ردائي سالاَّ سيفي متجها نحو الغرب.(Destination très prisé ces jours-ci)

لقد قررت أخيرا و بعد طول انتظار أن أعلن الحرب على تحالف الشمال في عقر داره و أعيد أمجاد أجدادي يوغرطا و ماسينيسا و طارق بن زياد و يوسف ابن تاشفين و ابن تومرت و غيرهم.

و لما كان التاريخ لا يعيد نفسه فقد غيرت وجهتي هذه المرة على غير عادة أجدادي و شددت الرحال الى المحيط الأطلسي، إذ أحطت بما لم يحيطوا به علما، فالشيطان الأكبر لم يعد يسكن روما أو مدريد أو باريس كما في الماضي، فقد أقام مملكته الآن وراء المحيط حيث تزوج مع الغانية التي تسمى أمريكا.

وصلت أخيرا إلى الضفة الغربية من المحيط… و في خطوة تعبر عن تمسكي بالتقاليد و بدل أن أحرق السفن كما فعل ذات مرة طارق بن زياد رضي الله عنه (ليس عندي سفن، دارت الناعورة و أصبحنا زواليا في بلادنا) قمت بحرق تذكرة العودة و بما أنه ليس عندي جيش أيضا فقد وقفت خطيبا في ناقتي احتراما للتقاليد
:”..البحر من ورائكم و العدو أمامكم..”

صليت على نفسي صلاة الغائب و انطلقت إلى واشنطن، و هناك حدثت المعجزة، دُهش الشعب لهذه المباغتة الغير متوقعة (الحرب خدعة)، و ظن المساكين أنني بملابسي التي جئت بها من غياهب التاريخ، ضنوا أنني بهلوان سيرك علي بابا، و راحوا يتسابقون لتحيتي، و أنا في هذا الخضم أشكر الله على هذا الفتح المبين ( و كفى الله المؤمنين شر القتال) و أنادي باعلى صوتي في الجمع:” أيها الناس، ..من دخل داره فهو آمن، و من دخل دار جاره فهو آمن..و من دخل دار جورج بوش فلا أأمنه على نفسه…

و بينما أنا على تلك الحال من النشوة بالنصر إذ أبصَرَتْ ناقتي العشب الأخضر للبيت الأبيض فأسرعت إليه فأراد الحراس منعها، فصحت في وجوههم: ” أتركوها إنها مأمورة…”و ما الآمر إلا الجوع.
و عمَّت الضوضاء المكان فخرج جورج بوش و معه زبانيته كي لا يُفَوِّتوا على أنفسهم رؤية المشهد، و في الحين قفزت أنا من على ظهر ناقتي و أخرجت رقعة الجلد و نفضت عنها الغبار و رحت أتلو ما فيها على مسامعهم بأعلى صوتي حتى انتفخت أوداجي و ضاقت علي ملابسي بطرا و رئاء الناس:”…أسلم تسلم، يؤتيك الله أجرك مرتين، فان أبيت فعليك إثم أبيك و جدك و كل الخنازير التي عاثت في الأرض فسادا..”

قال لي بنبرة تهكمية:” هذا كل شيء؟”

قلت:” نعم…و عليك أيضا أن تعترف بدولة فلسطين …و أن تعطيني تذكرة سفر للعودة لأنه لم يعد معي مال..”

قال:” أكملت الآن؟”

قلت: “نعم”

قال:” أنظر إلى سروالك من الخلف”

فنظرت فإذا به فتحة نتيجة تحمسي الزائد…خطأ فادح لا يليق بمحترف مثلي، في المرة القادمة سأضع سروالين.

و بكل روح ميكيافيلية رّبت على كتفي و قال لي”follow me plz mister “Ali Baba !!
و ذهب بي الى أقرب McDonalds و نادى النادل: ” مايك ! ..إعطيه واحد فلسطين و لكن بدون توابل و بدون ياسر عرفات”

نهضت على صوت أمي في الغرفة و هي تقول لي: ” يا ابني.. يا عزيزي ! .. كم مرة أقول لك أن تنتبه و أنت تصعد في الدرج؟..أنظر إلى سروالك الوحيد ماذا حدث له نتيجة سقوطك البارحة، لقد تقطع.. من الخلف”

مشكلة حقيقية، من أين سأجد مالا كافيا لأشتري سروالين للهجوم على أمريكا؟

طابت أوقاتكم.

ARGUN

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات